هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأت سياسة التجويع الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ حصار 2007، وتجلّت بوضوح مع وثيقة "الخطوط الحمراء" التي كشفتها محكمة إسرائيلية عام 2012، حيث جرى وقع جدول للسعرات الحرارية المسموح للفلسطينيين استهلاكها لتفادي المجاعة من دون السماح بحياة طبيعية، وتم بموجبه تحديد عدد الشاحنات اليومية وإدخال سلع بعينها ومنع أخرى لأسباب واهية.
حذرت الأمم المتحدة عبر مكتب "أوتشا" من تفاقم المجاعة في غزة بوتيرة متسارعة نتيجة الحصار والتجويع الإسرائيلي، مؤكدة وفق تقرير "التصنيف المرحلي المتكامل" أن المجاعة قائمة في محافظة غزة وقد تمتد إلى دير البلح وخانيونس بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل.
أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن المجاعة في قطاع غزة ليست لغزا، بل كارثة من صنع الإنسان واتهاما أخلاقيا وفشلا للبشرية نفسها.
أعلنت "إسرائيل" عن إرسال مساعدات عاجلة إلى جنوب السودان لمواجهة تفشي الكوليرا، في وقت تواصل فيه إغلاق معابر غزة ومنع دخول المساعدات، ما تسبب في مجاعة خانقة وأزمة إنسانية حادة للفلسطينيين، الأمر الذي اعتبرته تقارير محاولة لتمرير أجندات تهجير سكان القطاع إلى الخارج.
أصدرت 24 دولة، بينها بريطانيا وكندا وأستراليا ودول أوروبية وآسيوية، بيانًا مشتركًا حذرت فيه من أن الأزمة الإنسانية في غزة بلغت مستويات "لا يمكن تصورها"، داعية "إسرائيل" للسماح بدخول المساعدات دون عرقلة عبر جميع المعابر والطرق.
ارتفع عدد شهداء المجاعة في غزة إلى 217 بينهم 100 طفل، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي ومنع دخول المساعدات، ما يفاقم الكارثة الإنسانية ويهدد بوقوع وفيات جماعية للأطفال.
أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 60,430 منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، بينهم أكثر من 1,422 شهيدًا جراء سياسة التجويع، فيما لا تزال فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول لضحايا تحت الأنقاض، وسط تحذيرات أممية من موت الأطفال بمعدل غير مسبوق نتيجة المجاعة.
دعت ثلاث وكالات أممية إلى "إغراق غزة" بالمساعدات الغذائية بشكل فوري ودون عوائق لتفادي انتشار المجاعة، في وقت حذر فيه تقرير أممي من أن القطاع يواجه "أسوأ سيناريوهات المجاعة"، وسط حصار إسرائيلي مشدد تسبب بوفاة 147 فلسطينيًا جوعًا، بينهم 88 طفلًا، وفق وزارة الصحة في غزة.
أكد خوسيه أندريس، مؤسس منظمة "المطبخ المركزي العالمي"، أن مجاعة غزة ليست كارثة طبيعية بل أزمة من صنع الإنسان يمكن إنهاؤها بحلول واقعية، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية توفير الحد الأدنى من سبل الحياة كقوة احتلال، ومشيرًا إلى أن الحصار والقيود الأمنية فاقمت الفوضى والنهب وعرقلت إيصال المساعدات.
اتهم الخبير العالمي في شؤون المجاعة، أليكس دي وال، "إسرائيل" باتباع استراتيجية إنكار متعمد لمجاعة غزة عبر منع دخول الصحفيين وجمع البيانات، مشيرًا إلى أن هذا الأسلوب تكرر في مجاعات من صنع البشر خلال القرن الماضي، مثل بنغلادش وتيغراي.
هاجم الموسيقي والناشط الإنساني الإيرلندي بوب غيلدوف، في مقال بصحيفة "دايلي إكسبرس"، إسرائيل والمستوطنين بسبب المجاعة في غزة، متسائلًا "كيف يمكن لشعب عانى تاريخيًا أن يسمح بتجويع وقتل أطفال غزة عمدًا".
يكتب بن عيسى: في زمن فقَد فيه الشرّ فرامله، وانتهت فيه مدة صلاحية الخير، وما عادت أمة المسلمين خير ما أخرج للناس، صرنا نشاهد يوميا أكفانا رثة “تقمّط” أطفالا بحجم أشباح، بتقرير طبي يدوّن الجوع سببا للموت.
يتساءل قلالة: ألا نخشى أن يكون أطفال غزة الجوعى ونساؤها وشيوخها خصومنا يوم القيامة؟
يكتب الشمري: نلاحظ أن الفلسطينيين، وبسبب شدة المجاعة التي يعانون منها، يضطرون لدخول هذه المناطق المرعبة للحصول على المساعدات لتقديم العون لعوائلهم.
يكتب القدوة: معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ودماء الضحايا من الأطفال والنساء والأبرياء الذين يموتون جوعا هي اختبار لمصداقية القوانين والقرارات الدولية والأممية ونداء عاجل للضمير العالمي.
ذكرت كاتبة المقال، أن "حكومة الاحتلال تقود الدولة حاليا إلى حالة من القتال ببطارية فارغة من الشرعية الدولية، مع أنها لم تدخل حروباً وعمليات قط دون إجماع داخلي، ودون شرعية دولية، لكنها الآن تجد نفسها من دونهما على الإطلاق".